Friday, December 28, 2018

باري ماتش: بن سلمان خدع الغرب بوعود الانفتاح

أكدت مجلة باري ماتش الفرنسية أن الغرب وقع في خديعة وعود الانفتاح التي أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ليأتي اغتيال جمال خاشقجي ويبدد السراب ويكشف الحقيقة السوداء للسعودية.
وقال التقرير المنشور أمس والذي ترجمته الشرق ان العلاقات الأمريكـية السعودية وصلت إلى مرحلة سيئة لم تصل لها منذ عهد اتفاقية روزفلت وابن سعود، والتي ضمنت الحماية الأمريكية للسعودية مقابل إمدادات غير محدودة من النفط.
خديعة الإصلاح
بين التقرير أن كل شيء كان على ما يرام وتم تلميع صورة محمد بن سلمان من قبل سياسيين ونجوم ومشاهير وصحفيين الذين روجوا لصورته، وهي خطيئة مميتة قام بها عدد من الوجوه المعروفة وبدعم من جهات الاتصال ذات الأجور العالية ومراكز الفكر القوية، التي قامت بحملات إعلانية كبيرة لصالح ولي العهد السعودي.
وواصل التقرير: سبق لمحمد بن سلمان أن أعلن بانه مغرم بالتقنيات الجديدة ويحب أن يطور هذا المجال في بلاده. وفي الواقع، مقابل 55 مليون دولار، اكتسب السعوديون من شركة NSO الإسرائيلية، برنامجا لاختراق وقرصنة أي هاتف خلوي أو جهاز كمبيوتر. وهذا يتيح لهم التجسس على المعارضين ورصد أنشطتهم على غرار الناشط عمر عبد العزيز،، أو جمال خاشقجي، وكذلك بعض الحلفاء الاستراتيجيين مثل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
في غضون ذلك، يستمر شهر العسل بين ولي العهد السعودي والغرب، حيث تتجاهل وسائل الإعلام عمليات الإعدام البالغ عددها 81 عملية منذ بداية العام. ويبدو أن الاهتمام بالنفط والمصالح المالية كان له التأثير الكبير على البلدان الغربية، ويستمر الصمت الغربي في الوقت الذي يتم تصفية ناشطي حقوق الإنسان واتهام قطر بالإرهاب وإغراق اليمن في حرب لمدة ثلاث سنوات لتنقلب من المدينة السعيدة إلى بلد غارقة في المجاعة والأوبئة، كل هذا غير مهم ما دام السعوديون هم زبائن جيدون للأسلحة.
قمع داخلي
ذكّر التقرير بحملة القمع الداخلي التي أطلقها ولي العهد السعودي، ففي نوفمبر 2017، أطلق ولي العهد حملة تصفية باسم مكافحة الفساد، يحجز فيها عشرات من الأمراء ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون في الرياض، وهي طريقة قديمة للديكتاتوريات تستخدمها عندما تريد تصفية خصومها فيما يبدو الغرب في حالة سخط ولكن ردود الفعل كانت متواضعة، حيث لا تزال هناك أعذار بأنها حملة على الفساد وقطع مع الماضي، بادرة يرى فيها توماس فريدمان علامات "ربيع سعودي"، أمضى كاتب صحيفة نيويورك تايمز أربع ساعات في منزل الأمير في إحدى ضواحي الرياض الشمالية. بالنسبة له، محمد بن سلمان هو شخصية مثيرة للجدل ولكن صادقة وجريئة. لتتعاقب الأحداث سريعا وفي 4 نوفمبر، في عرض مسرحي ومن الرياض، رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يعلن استقالته على الهواء، يبدو أن الحريري مضطر لقراءة رسالة لم يكتبها. وكما يتضح من استطلاع لصحيفة "نيويورك تايمز"، يتأكد انه تم بالفعل احتجاز سعد الحريري من قبل أزلام ولي العهد السعودي، والزم بتقديم هاتفه الخلوي، وربما حتى تعرض إلى الضرب.
 وأورد التقرير: خلال عملية الحريري ظهر سعود القحطاني للمرة الأولى، وهو رجل الأعمال القذرة لولي العهد السعودي، الذي سيدفع ثمن أخطاء خطف أمراء واعتقال الناشطين والناشطات النسويات، وادارة عملية قتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، والذي كان قد كتب على موقع تويتر: "إنني موظف وأقوم بإخلاص بتنفيذ أوامر سيدي الملك وسيدي ولي العهد".
اعتبر التقرير أن جميع الملفات الخارجية بما فيها قطر واليمن ولبنان، تعامل معها ولي عهد السعودية بقلة دراية وتربص وفي كل مرة أحدث الكارثة واعتبر أن إيران هدفه الأوحد في معاركه، الذي توجه ضده جميع هذه العمليات.
وبعد عملية اغتيال خاشقجي بدأ الغرب في ردود الفعل حيث أوقفت بعض الدول، مثل السويد، صادراتها من الأسلحة. بينما احتفظت دول أخرى بمقولة " نحن نحترم مبدأ العميل دائمًا على حق". من جانب اخر تحدثت تقارير عديدة في منتصف أكتوبر 2018، على اجتماعات داخل عائلة آل سعود وانتشرت أخبار حول إمكانية تنحية محمد بن سلمان وتعويضه بأحد أفراد العائلة ويبدو ان هذه المساعي تعطلت.
علاقات سيئة
حسب التقرير تشهد العلاقات الأمريكية السعودية مرحلة سيئة أكثر من أي وقت مضى بين الحلفاء التاريخيين. وبعد جريمة خاشقجي أصبح الأمريكيون أكثر إحراجاً. فبينما يرفض الرئيس ترامب التخلي عن ولي العهد من اجل مصالح تجارية، ولكن كرجل أعمال جيد، يستفيد من المناخ للمطالبة بتراجع أسعار النفط الخام الذي انخفض من 76 دولارا في نهاية شهر أكتوبر إلى ما دون 50 دولارًا قام مجلس الشيوخ الأمريكي في 13 ديسمبر، وعلى أساس المعلومات التي قدمتها وكالة المخابرات المركزية، بإصدار قرارين، الأول يدعو إلى إنهاء الدعم الامريكي اللوجستي للحرب في اليمن، والثاني يدين محمد بن سلمان في ضلوعه في عملية اغتيال خاشقجي. واتهمت الرياض الأمريكيين على الفور بالتدخل في شؤونهم الداخلية هي مرحلة متقدمة في الاختلاف بين السعودية وأمريكا.
وأضاف التقرير: من جهتها أكدت تركيا ضلوع ولي العهد السعودي في عملية قتل خاشقجي، حيث أكد جاويش اوغلو وزير الخارجية التركي في منتدى الدوحة الأخير انه تم التخطيط لاغتياله مسبقا ووصف تركيا بدقة العملية أمام جمهور من الدبلوماسيين ورجال الأعمال والصحفيين كما بين أن تركيا أرسلت التسجيل الذي يوثق الجريمة إلى جميع الدول التي أرادت الاطلاع عليه، حتى إلى السعوديين، للمساعدة في التحقيق.. وكان المنتدى فرصة لفضح الطرق البربرية للسعودية التي فرضت على قطر حصارًا اقتصاديًا وجويًا يتواصل منذ ثمانية عشر شهرًا.